لا خطط مخفية في تمارين بايرن ميونيخ
الجدية والتركيز، هما أهم ما يطلبه بيب من لاعبيه في الحصص التدريبية.
هُمام كدر
للمرة الخامسة توالياً والثانية مع بيب غوارديولا، يشحذ بايرن ميونيخ الألماني قواه في الدوحة، متأهباً للانقضاض على ما أمكنه من البطولات والكؤوس.
فريقٌ يفتح أبوابه وتمارينه للجمهور والإعلاميين، فالبطل المُتسيّد ليس لديه ما يخفيه، خططه، أفكاره، أسلوبه، كل ذلك أمام الملَأ وحتى الخصوم، فقد تزامن معسكر فريق شالكه الألماني في العاصمة القطرية مع معسكر العملاق البافاري، فكانت الممرات مفتوحة بين الفريقين، بالطبع لاعبو الأزرق الملكي هم من يدخلون لرؤية تمارين الداهية الإسباني بيب غوارديولا.
طوال ثمانية أيام وعلى فترتين صباحية ومسائية بينهم بعض الاستراحات ومباراة ودية، خاض لاعبو بايرن تمارينهم في ملاعب أسباير وسط حضور جماهيري يومي معتاد يحتفي باللاعبين ومدربهم، ورفقة جيشٍ من الإعلاميين فاق الـ60 صحفياً ومصوراً.
تركزت تمارين "الفيسلوف" على استدعاء الحالة الذهنية لدى اللاعبين ودراسة الوضع الفني والبدني للفريق، يقول المهاجم توماس مولر في هذا السياق: "رفع الإمكانيات بأدق تفاصيلها، هذا ما يتم العمل عليه، نحن نجتهد في التمرن على تقليل الخطورة على مرمانا و في نفس الوقت تسجيل الأهداف بسلاسة أكثر. في الشهرين الثالث والرابع (آذار/ مارس ونيسان إبريل)، سيكون الموسم قد قارب على نهايته، وهنا يجب العودة إلى التفاصيل الجوهرية التي يتم العمل عليها الآن".
بلغته الألمانية الطليقة يصرخ غوارديولا على اللاعبين طالباً منهم إخراج أفضل ما لديهم، ولأنهم في أقصى درجات الاحتراف يترك لاعبون خبراء كتشابي ألونسو ومولر وروبن ونوير انطباعاً لدى مشاهديهم على أرض الواقع أنهم بحاجة لتأمين مركز أساسي في الفريق نظراً لكم الجدية والالتزام المُطلق الظاهر في تحركاتهم.
التركيز والتفاني
يَقسم غوارديولا الملعب إلى قسمين، ويُجري مباراة بنصف فريق (فريق خماسي من 4 لاعبين وحارس)، من يتلقى هدفاً يخسر ويحل مكانه فريق آخر، اللاعبون بمنتهى الجدية يدافعون ويهاجمون تحت أنظار بيب ومساعديه، روبن يتحول لظهير مساك في بعض الأحيان، مولر وليفاندوفسكي يرفعون الكرات للمدافعين المتقدمين، اللاعبون بشكل عام يتمرنون على كل شيء.
بدوره المدرب الإسباني دائم الإلحاح، لا يقتنع بالجيد ولا يريد الّلاعب المجتهد، بل الّلاعب الخارق حتى من الحارس الثالث في الفريق.
يحب بيب التفاصيل و يعمل بدقّة كبيرة و يفنّد الحصة التدريبية بأكملها، بالنسبة له لا يوجد مجال للصدفة. يطلب من الّلاعبين المزيد من التركيز، وفي المقابل الّلاعبون على قدر كبير من المسؤولية، فهم لم يخرجوا من أجواء التمرين إلا مع الإعلان عن نهايته، ابتسموا للكاميرات وقّعوا بعض الأوتوغرافات للجماهير، ومضوا مسرعين إلى مكان إقامتهم بانتظار التالي.. من برنامج المعسكر.
يلخص مدرب بايرن معسكر الفريق في قطر بالقول: "نحن نعمل على تطوير أسلوب لعبنا وعلى التفاصيل الصغيرة والتكتيك. خلال الموسم لا يكون لدينا متسعٌ من الوقت لدراسة العديد من الأشياء".
متعة ملتزمة ولهو مدروس
بالتأكيد لا يوجد معسكر بلا قليل من اللهو، ولكن لدى مدرب مثل غوارديولا اللهو مدروس والمتعة ملتزمة، ففي بعض التمارين زار تلاميذ المدرسة الألمانية في العاصمة القطرية معسكر الفريق البافاري وما كان من بعض الّلاعبين كنوير وروبن إلا أن اندمجوا معهم...حارس أبطال العالم وقف ليحرس مرمى الصغار والنجم الهولندي أصغى لأكثر من ساعة لأسئلة الأولاد.
"كنت سأصبح مُدرساً لمادة الرياضة" هكذا أجاب روبن عن سؤال حول وظيفته لو لم يصبح لاعب كرة. وأردف قائلاً: "كنت ألعب دائماً في الشارع و كنت أحب تسجيل الأهداف و القيام بالمراوغات، كان أحب لاعب بالنسبة لي البرازيلي روماريو".
حتى بيب نفسه غادر أجواء كرة القدم والتحق بالتظاهرة العالمية بحضوره مباراة منتخب قطر والبرازيل في افتتاح مونديال كرة اليد أمس الخميس.
التمارين الأخيرة
المغربي مهدي بن عطية يجري تمارين الجري، الإسباني خابي مارتينيز يشارك بالتمارين الجماعية ولكن بحمل تدريبي أقل، البرازيلي دانتي يرتفع فوق الجميع لتسجيل الأهداف الرأسية ونيل استحسان مدربه، هذه بعض من ملامح التمارين الأخيرة للبافاري قبل التوجه إلى السعودية ومن ثم العودة إلى ألمانيا لمتابعة تزعّمه للفرق هناك.
منقول من beinsports
مواضيع ذات صلة