الجزائر في مواجهة صعبة مع جنوب أفريقيا
يستهل المنتخب الجزائري سعيه لإحراز لقبه القاري الثاني وتأكيد تألقه في المونديال البرازيلي الصيف الماضي عندما يواجه نظيره الجنوب أفريقي اليوم الإثنين ضمن منافسات المجموعة الثالثة لكأس أمم أفريقيا المقامة في غينيا الاستوائية.
يبدو منتخب الجزائري مرشحاً للتتويج باللقب الثاني في تاريخه والأول منذ 25 عاماً عندما ظفر به على أرضه، وذلك بالنظر إلى تألقه اللافت في المونديال وبلوغه الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه قبل أن يخرج بصعوبة بالغة وبعد التمديد 1-2 على يد ألمانيا التي توجت باللقب لاحقاً.
وخطا المنتخب الجزائري الخطوة الأولى في سعيه إلى التتويج باللقب القاري عندما كان أول المتأهلين إلى النهائيات، وهو مطالب بالخروج من مجموعة الموت لشق طريقه نحو الأدوار النهائية واللقب.
وتعيش الكرة الجزائرية أفضل أيامها، ففريق وفاق سطيف أحرز لقب مسابقة دوري أبطال أفريقيا ونال لاعب الوسط الدولي ياسين براهيمي جائزة أفضل لاعب في القارة باختيار شبكة بي بي سي البريطانية، وهو يبلي حسناً في صفوف فريقه الجديد بورتو البرتغالي وساهم في بلوغه الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري الأبطال.
وعلى الرغم من أن منتخب بلاده المصنف 18 عالمياً والأول في القارة السمراء يملك حظوظاً كبيرة للمنافسة على اللقب، فإن رئيس الاتحاد الجزائري محمد راوراوة فضل التواضع بقوله: "هدفنا بلوغ دور الأربعة بسبب الظروف الاستثنائية لهذه البطولة التي نقلت إلى غينيا الاستوائية بعدما رفض المغرب استضافتها بسبب وباء الإيبولا".
ويبدو أن راوراوة استخلص العبر من نسخة عام 2010 في أنغولا عندما دخلها "ثعالب الصحراء" مرشحين فوق العادة لإحراز اللقب بعد تأهلهم التاريخي إلى المونديال على حساب منتخب مصر في الدور الفاصل، فكان المنتخب الجزائري جيداً، وبلغ الدور ربع النهائي بانتصار تاريخي على ساحل العاج، لكنه تلقى صفعة مدوية من الفراعنة الذين سحقوه برباعية نظيفة، وتوجوا بعدها باللقب.
غابت الجزائر عن النهائيات عام 2012 قبل أن تحجز بطاقتها لنسخة 2013 في جنوب أفريقيا، لكنها خرجت بخفي حنين من الدور الأول، ومن ثم فإن مهمتها هذا العام تكمن أيضاً في محو خيبة الأمل.
وطمأن براهيمي الجماهير الجزائرية بأنه ورفاقه سيكونون جاهزين للعرس القاري، وقال: "اطمئنوا، سنكون مستعدين منذ المباراة الأولى أمام جنوب أفريقيا الإثنين".
ويقود الجزائر المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف الذي تسلم منتخباً جاهزاً ورائعاً من سلفه البوسني الأصل الفرنسي الجنسية وحيد خليلودزيتش الذي رفض تجديد عقده بعد قيادته الجزائر للإنجاز التاريخي في المونديال.
وقال غوركوف: "منذ تسلمي للمهمة شددت دائماً على ضرورة فرض أسلوب لعبنا على المنتخبات المنافسة لنا، ولن نخرج عن هذه القاعدة في غينيا الاستوائية".
وأضاف: "فلسفتي هي نفسها: فرض أسلوب اللعب على خصومنا في جميع المباريات التي ستخوضها، وبهذه الروح سأخوض كأس أمم أفريقيا المقبلة".
لكن مهمة الجزائريين لن تكون سهلة في المجموعة ككل، وفي المباراة الأولى تحديداً؛ لأن جنوب أفريقيا بطلة 1996 ووصيفة عام 1998 تسعى بدورها إلى تحقيق نتائج جيدة خصوصاً أنها حجزت بطاقتها بعد أن تصدرت تصفيات مجموعتها التي ضمت نيجيريا حاملة اللقب والكونغو والسودان.
وتسعى جنوب أفريقيا إلى تعويض خيبة أملها على أرضها قبل عامين عندما خرجت من الدور ربع النهائي، وهي تخوض النهائيات بمجموعة أغلب عناصرها من الدوري المحلي حيث يتواجد 5 محترفين في أوروبا فقط بينهما 3 في بلجيكا واثنان في إنكلترا.
مواضيع ذات صلة